الغش ظاهرة سلوكية سيئة، يمارسها بعض الذين دأبوا الصعود على أكتاف الآخرين، وسرقة النجاح بدلا من البحث عنه وبذل الجهد للوصول إليه. ظاهرة الغش- بوصفها شكلاً من أشكال الخيانة- تتعارض مع قيمة الأمانة. والغش أنواع ويتخفى خلف عدة أقنعة وله وسائله المتعددة التي يتفنن ممارسيه فيها ورغم خطورة هذه الظاهرة التي استشرت في كافة مجالات حياتنا الا أنها لم تحظ بالإهتمام الكافي من الناحية التربوية كما أن التهاون في مكافحة الغش من شأنه التسبب في إنهيار التعليم الذي يؤدي على المدي الطويل لإنهيار أخلاقي وحضاري مؤكد وسريع
الغش في الامتحانات
يمارس الطلاب الغش في الإمتحانات بطرق مختلفة، وتطورت تقنيات الغش تطوراً مذهلاً. فمثلاً تقوم بعض مراكز التصوير بطبع المقررات الدراسية باستخدام بنط صغير جداً وفي حدود صفحة أو صفحتين، يمكن للطالب حملها بسهولة قبل الدخول إلى لجنة الإمتحان
وقد تم ضبط حالات غش يستخدم فيها الطلاب أجهزة لاسلكية، وحالات أخرى لطالبات كنَّ يخفين أجهزة تسجيل بها أشرطة مسجلاً عليها المقرر الدراسي، ولها سماعات يضعنها في آذانهن، دون أن يسمعهن أحد. وفي بعض دول الخليج، يستخدم بعض الطلاب الهاتف الجوال في ممارسة الغش عبر شفرات معينة
وفي إحدى االمحافظات عندنا ظهرت حالات للغش الجماعي في لجان الاختبارات ببعض المدارس المقامة في الأرياف، حيث اقتحم بعض أولياء أمور الطلاب وأقاربهم لجان الاختبار وألقوا بالإجابات مكتوبة إلى الطلاب، أو أنهم استخدموا مكبرات صوت من على الأسوار والشرفات المجاورة للمدارس لتوصيل الإجابات إلى مسامع الطلاب
غش في الواجبات المنزلية والبحوث
وإذا تجاوزنا الاختبارات، فإن الغش ُيمارس أيضاً فيما يخص إنجاز الواجبات المدرسية التي يكلف بها الطلاب التي تندرج تحت مادة «المجهود الدراسي» أو «الواجب المنزلي»، حيث يلجأ بعض الطلاب إلى أهلهم أو أقاربهم للقيام بهذه المهمة
ومن صور الغش المدرسي، لجوء الطلاب إلى مراكز خدمات الطلاب التجارية لتكليفها بإعداد ما يُطلب منهم في المدارس من بحوث لقاء مبلغ من المال. ويقدم الطالب البحث بعد ذلك باسمه
غش غير مباشر
وهناك أيضاً ما يمكن أن نطلق عليه « الغش غير المباشر» ، ويتمثل بقيام المعلم بتوجيه الطلاب إلى التركيز على أجزاء محددة من المقرر الدراسي على أساس أن أسئلة الاختبار ستدور حولها، أو قيامه بتقديم عدد من الأسئلة في المادة التي يقوم بتدريسها للطلاب، وإخبارهم أن الاختبار سيكون من بينها
ولكن ماهي العوامل المسبب للغش؟
العوامل المسببة للغش
- عدم الاستعداد الكافي للإمتحان
- صعوبة الأسئلة
- الحرص على الحصول على درجات أعلى
- عدم استيعاب المادة الدراسية
- كره المادة الدراسية
- تهاون المراقب
1 - التركيز المبالغ فيه على الاختبارات التحريرية كمقياس للتحصيل الدراسي للطالب، مع إهمال أساليب أخرى مهمة للتقويم مثل النشاطات المدرسية والاختبارات الشفهية والواجب المنزلي .. إلخ
2 - ضعف مستوى التحصيل الدراسي للطالب لأسباب عدة منها سوء أداء المدرس بسبب تدني راتبه، أو ارتفاع كثافة الطلاب في الحجرات الدراسية، أو مزاولة بعض الطلاب للعمل بعد انتهاء اليوم الدراسي
-----
المتتبع لتطور ظاهرة الغش الجماعي المنتشرة في كافة مراحل التعليم يلاحظ ان عدد كبير من الأهالي يشاركون فيها رغم اننا مفترض اننا مجتمع متدينا ولو ظاهريا والغش حرمه الاسلام وحرمته الديانات السماوية.
حتى ان تسيب بعض المراقبين في لجان الامتحان يرجعه البعض منهم إلى عطفه على الطلاب وترديد المقولة المشهورة " زي ولادنا برضه " واصبحت هذه المقولة سيف مسلط على رقبة كل من يحاول التصدي لظاهرة الغش التي اصبح الطلاب يعتبرونها حق مكتسب يمارسونه منذ بدء الامتحان وحتى نهايته . بل أن الأمر وصل لحد التبجح عند كشف حالة غش واصبح الطالب لايخجل بالمرة بل كوسيلة دفاعية يلجأ للحديث بصوت مرتفع وكأنه هو المجني عليه .
فلنناقش ظاهرة الغش المنتشرة في حياتنا لنبدأ أولى خطوات إصلاح التعليم اذا كان هناك أمل في الإصلاح اصلاً
7 comments:
hi Bella
ياه انا اول واحد اعلق على البوست ده تقريباً الناس مش مقتنعة بالموضوع اللي احنا بنسمية غش
في حين ان الغش بقى اسلوب حياة موجودة في الشعب المصري كله وأعتقد في كل من يتبني السياسة المصرية ذات الاتجاه الواحد
يعني اللي نعرفة أحسن من اللي منعرفوش
الناس معندهاش استعداد تجرب الجديد أو تبحث في مدى صدق القديم
وبدأوا يعلموا اولادهم هذة السياسة اللي هي أساس منبعها الدولة اللي زرعتها في عقول الناس
وبالتالي أصبح الاولاد اللي هم الطلبة معندهمش استعداد يتعبوا ويبحثوا عن الجديد البديل أو حتى تصحيح واصلاح القديم فيلجأوا الي أشياء كثيرة من ضمنها الغش علشان يعدوا من الامتحانات اللي هما في الاخر معتقدين -وصح هذا الاعتقاد- ان العليم اخرته ورقة سيأخاذوها من الدولة ليس لها أي نفع
الغش مشكلة حيوية في المجتمع لابد من علاجها ولكن من الجذور
what is the matter? my comment has not been shown in this post
مرحب منياوي
تعليقاتك موجودة اهي
التعليقات عندي تنشر مباشرة وليس على التعليقات اي رقابة من اي نوع
يمكن النت يكون عندك بطئ
لقد اضفت تعليق عليك بعد تعليقاتك وأختفى
اعتقد عيب في النت
نعود لموضوع الغش المنتشر في كافة مجالات حياتنا
المشكلة ان الطالب الغشاش سيكون مقدمة لمجتمع فاسد حتى النخاع
فالطبيب الذي كان طلبا غشاشا سيبتز المرضى ويسرق كلية مريض ويتنسى فوطة في بطن مريض آخر ويبيع المرضى جميعا لشركات الادوية ويجرب فيهم كل شيئ
والمهندس الذي كان طالبا غشاشا سيبني عمارات تنهدم على رؤوس ساكنيها
والمحامي الذي كان طالبا غشاشا سيدافع عن تاجر المخدرات ويبيع اسرار موكليه لمن يدفع أكثر
والمدرس الذي كان طالبا غشاشا سيعلم الطلبة الغش يوبتز اهاليهم باسم الدروس الخصوصية
والمراقب الذي كان طالبا غشاشا سيترك الطلبة يغشون
وهكذا ستتسع الدائرة حتى تصل لما نحن عليه الآن
الفساد في كل مكان والغش منتشر بمباركة ومشاركة بعض الاهالي
من يتصدى لمكافحة هذه الآفة ؟؟
بيلا العزيزة
الأول أحب أحييكي على فكرة المدونة الجديدة، بالتوفيق ان شاءالله
:)
تشديد الرقابة أم التربية الصحيحة
أم التربية الصحيحة بتشديد الرقابة؟
عارفة يا بيلا، يمكن لو الطلاب حسو انهم بيتعلموا حاجة بجد هتفيدهم في حياتهم من مذاكرة معظم المواد، كانو مغشوش من اساسة، عشان كانو هيحسوا انهم عايزين يتعلمو الحاجة دي
مش دش و خلاص و احفظ و ادلق و انسى
تقدري تقوليلي مالي انا و مال دورة حياة البرامسيوم؟
طب اكتبها في السي في ازاي دي لما اقدم على شغل يعني؟
يمكن مناهج و طرق تعليمنا هي اللي عايزة تتطور
لأن حتى بالتربية الصحيحة على ان الغش حرام، ممكن نظم التعليم العقيمة تخلي الطالب ميحسش ان ده غش أصلا
تحياتي
مرحب زياد
نورت المدونة
اشكرك ويارب المدونة تكون مفيدة
الحقيقة انا كنت احب اناقش مشاكل التعليم بشكل مختلف
ولكن لان اغلب امتحانات الكليات انتهت بالامس هذا ذكرني بموضوع الغش وخصوصا ان الطلبة وصلوا لدرجة من البجاحة اعتبروا بها الغش حق مكتسب .
عندك طبعا حق في ان المشكلة اساسا في مناهجنا الدراسية المليئة بالحشو من جهة والتي لاتلائم احتياجات سوق العمل.
المناهج الدراسية بحاجة فعلا لتنقيتها من الحشو غير المبرر وان يوكل تأليف المناهج الدراسية لمتخصصين بالفعل وليس لمن لهم مصلحة أو يتكسبون من وراء الكتاب المدرسي
كل وزير تعليم يأتي يجرب ماشاء له الحظ والخيال دون اي مراعاة للمصلحة الفعلية للطلاب
وياتي من بعده غيره ليردم على كل تغيير حدث ويستبدله بغيره
وتتكرر المأساة
والنتيجة تهريج اسمه التعليم في مصر
وغياب سياسة فعلية لتطوير المناهج
ولجان تنعقد ولجان تنبثق عن لجان أخرى
ومؤتمرات تُعقد وصور تُلتقط
والمحصلة صفر
الأمر لايخرج عن كونه سبوبة يتكسب من وراءها اصحاب المصالح المستفيدين من هوجات التطوير والتعديل التي اوصلت التعليم لحالة لايمكن وصفها.
ولايوجد وزير شجاع يتخذ قرار فعلي بعمل تطوير حقيقي وسليم للمناهج
الكل يتبع طريقة الكنس تحت السجادة لايهام الجميع ان البيت نظيف وهو من اقذر مايكون.
وطبعا من مصلحة عدد كبير من المنتفعين ان يظل الحال كما هو عليه وعلى المتضرر القفز من اقرب كوبري
ولاعزاء للعلم والتعليم
لذيذ ان الواحد يعمل مدونة خاصة بشئ محدد
تحياتى واتمنى لك التوفيق
اه يا دماغى
مرحب آه يادماغي
منورة المدونة
الحقيقة الفكرة عندي من فترة طويلة
ويمكن اكون اتأخرت في عمل المدونة كمان
اتمنى انها تكون مفيدة
تحياتي
Post a Comment